[sizeمنصور النقيدان .. على السفّود[
=20
لو سألتني عن أفضل مواهب ( منصور النقيدان ) لقلت لك إنه يجيد الرقص أفضل من غورباتشوف !! يجب أن أعترف في البدء أنني أعاني هذه الفترة من ( جفاف الكتابة) وهو شيء معتاد لي ، ويشبه كثيرا ( جفاف القراءة ) الذي ينتابني من فترة لأخرى ، وقد كنت اعتدت في معالجة الجفاف في القراءة بأسلوب أظنه كان ناجعا في أغلب مامضى من الوقت ، فكنت إذا امتد الجفاف مدة طويلة ولم أعد أشغف بالقراءة أقوم بتكتيك خفيف لأعود لسجيتي في إدمان المطالعة ، وخلاصة التكتيك أن أذهب إلى المكتبة وأبحث عن أي شيء ( سخيف ) لأقوم بمطالعته وأعني بالسخيف قصيدة حداثية مضحكة أو مقال لا شيء فيه غير أنك تقرأ فقط لتبحث عن شيء ليس له معنى أو غير منطقي ، لتتعرف على مفهوم ( اللامنطقي ) ولتقارن بين تعريف الفهاهة والعي عند العرب وبين ما تقرأ ! والكاتب الأثير لقلبي في هذا الباب هو تركي الحمد وسأكشف سرا عندما أقول لكم إنني في الواقع إذا أصابني مرض جفاف القراءة أبحث عن مقالات تركي الحمد ليذهب عني هذا البلاء ويكون ذلك علاجا للملل .. وقد صنفت كتابا صغيرا سميته ( علاج الملل قراءة في عقل تركي الحمد ) وأنا شخصيا أوصي به لكل من يعاني من الاكتئاب المزمن والملل القسري ، ولو كنت رئيسا عربيا لعاقبت المعارضين السياسيين لي بجعل قراءة مقالات تركي الحمد جزءا من العقاب والضغط النفسي الذي أمارسه على أولاد الفاعلات الذين يعارضون حكمي .. أعود فأقول إن طريقة علاج مرض الجفاف في القراءة والتي كانت تتمثل بقراءة أي شيء سخيف لليبرالييين حتى أشعر بالذنب ويصيبني الغم لإضاعة الوقت في القراءة لمثل هؤلاء ، فأستغفر الله وأعود للقراءة فيما ينفع. هذا الاسلوب في العلاج قررت استخدامه في نفس معضلة الجفاف الكتابي ، فقررت البحث عن شخص من جملة السخفاء ، بحيث أكتب فيه شيئا ، فأتذكر بعدما أصرف عليه جزءا من الوقت في الكتابة ، أتذكر عظم المسئولية والأمانة التي تحملتها ، فأعود أكتب عن شرفاء الأمة وعن شرف الجهاد والمجاهدين .. فكان من فرج الله على عبده الضعيف لويس أن استضافت الوسطية منصور النقيدان بما أثلج صدري حتى أطالع هذا الرجل وأقرأ كلامه على سبيل التعجب ثم أرفع يدي بالدعاء وأقول الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاه به .. لم أجد أفضل من منصور النقيدان فهو بحق يعتبر ( استثناء عاطفي للجنس البشري ) وإذا شئت أن تعطي لمنصور النقيدان لقبا فيجب أن تسميه ( سعادة الزائد عن حاجتي ) صدقني لن تحتاج يوما إلى منصور النقيدان ولا إلى أي شيء مما يقول .. أنظره عندما يقول (ولو قابلت علي العميم لجثوت على ركبتي كالتلميذ، ونهلت من معين علمه وفكره .وقد كان.وقلت له عفى الله عنك أبامحمد :أما أنا فغير مقتنع بجمال ديمي مور.فقم لنتباهل.) لما قرأت هذه الجملة ابتسمت وقلت في نفسي ، أنت وعلي العميم بحاجة أكيدة وماسة لإعادة إدخالكم إلى الكتّاب مرة أخرى .. وإذا كنتم تحتاجون إلى أب فسأوفر لكم الصفعات وإذا لم تجدوا من يعلمكم الأمور على وجهها الصحيح فأقترح عليكم أن تجثوا عندي ركبتي ، لأحدثكم قليلا عن ديمي مور وأستغفر الله من هذا لكن البعض يضطرك إلى أن تفهمه بالطريقة التي ركب عقله بها ، فاضطرني هذا الخلاف بين العميم والنقيدان والتي كادت تصل إلى المباهلة إلى أن أحكم بينهم وأقول كلاكما وتبناً! وأن أستدعي الرصيد الليبرالي السابق وأتذكر ما أعرفه عن مور لكي يعلم الاثنان أنهما عالة حتى على الليبرالية .. المهم أن العميم والنقيدان كلاهما أضل من روث حمار الدجال ، في مسألة ديمي مور ، فإن ديمي مور لم يقل أحد من النقاد إنها جميلة حتى تختلفوا على جمالها ، بل على العكس هي امرأة مسترجلة وقد مثلت في دور امرأة تسترجل وتنضم للجيش الأمريكي في فيلم من أقبح ما مثلت وهو فيلم ( I E Jean أو I Y نسيت الان ) ، لكن مافتن النقاد بها ، أمران آخران هما اللذان اختلفوا حولهما ولم تصلوا إليه في نقاشكم ، ونقاد السينما في ديمي مور على قولين ، فأما أصحاب القول الأول فيقولون : إن سر سحر ديمي مور هو تلك البحة المثيرة في صوتها ، وهؤلاء يقولون إن ديمي مور مسترجلة لكنها تملك صوتا فاتنا ، وأما أصحاب المذهب الثاني فيقولون إن سر سحر ديمي مور هو في نظرة الإغواء والإثارة التي تنبعث من عينيها وأصحاب هذا القول يخالفون أصحاب القول الأول بأنها مسترجلة ويقولون بل هي امرأة كاملة الأنوثة وسحرها في نظراتها وطريقتها في إغواء الرجال .. من خلال لغة الجسد لا أكثر .. وممن يتبع المذهب الأول مذهب أن سر ديمي مور في صوتها زوجها السابق ( بروس ويليس ) وقد قال هذا في أكثر من مناسبة ، وأما أهل الإيمان فيقولون قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ، وأما أنا فأقول أستغفر الله ولكني أردت أن أضرب لكم مثالا بأنكم لستم بحاجة إلى منصور النقيدان فهو كالمتشبع بما لم يعط ،ولديه الاستعداد على المباهلة فيما لا يفهم وحتى عندما يتفاخر بالمعصية والمنكر فهو لا يعرف كيف يفعله ، مثل ذلك الأحمق الذي أراد أن يتعاطى المخدرات فذوب الهيروين في كأس ماء ثم شربه بدلا من أن يستنشقه ، فسبب له تشققا في جدار المعدة لأن الهيروين كان مغشوشا ومخلوطا بمسحوق زجاج وأدخلوه المستشفى ليقوموا بتنظيف معدته ويقولون له كخ كخ لا للمخدرات ، فمن يقول لمنصور النقيدان كخ كخ لا للسينما الأمريكية ولا تتحدث وأنت لا تفهم شيئا فيها ؟ وإذا أراد منصور النقيدان أن أعطيه محاضرة كاملة عن أحوال السينما الأمريكية ومقاصدها فلا مانع لدي حتى لا يتفسلف مرة ثانية ويتشبع بما لم يعط .. وإذا أراد منصور النقيدان أن أعطيه دروسا مطولة جدا في الحياة الأمريكية وطبيعتها وكيف يفكر الأمريكان وماهي موروثاتهم الثقافية التي أخرجوها بكل ما فيها من حقارة ورذالة وجريمة وفسق لم يسبق من قبل في تاريخ البشرية كلها على شكل أفلام سينما هوليوود، لأعطيته ولحدثته عن أشياء أعلم أنه سيصدم وسيتوب لو علمها . وكقاعدة عامة فإنه يمكنك معرفة اتجاهات الرأي عند أصحاب القرار الأمريكي بمتابعة السينما الأمريكية ، وأنا شخصيا أظن السحرة الذين يستخدمهم فرعون العصر هم سحرة هوليوود .. ولكي تعرف أثر 11 سبتمبر في النفسية الأمريكية فادرس أفلامهم بعد 11 سبتمبر .. وسأعطيكم بعض الاشارات مع التنبيه أنني أحذر إخواني من مشاهدة أفلامهم ومعرفة معلومات عنها ليست مشروطة بمطالعتها بل يمكنك فعل ذلك بتصفح النت ومتابعة الأفلام العشرة الأولى في شباك التذاكر الأمريكية .. أو اقرأ التلخيصات والبحوث التي تكتب عن اتجاهات السينما الأمريكية ثم اقرأ مجريات تلك الأفلام وسوف تعرف كيف يفكر الامريكييون في تلك اللحظة .. - قبل 11 سبتمبر كانت كل الأفلام الأمريكية التي تتحدث عن فييتنام تتحدث عنه من منطلق الادانة لتلك الحرب ، بعد 11 سبتمبر أصبحت الأفلام تتحدث عن الفخر بتلك الحرب أو على اقل تقدير الافتخار بالجندي الأمريكي الذي شارك في تلك الحرب ، وهذا بدا واضحا من خلال فيلم ( we were soldiers ) الذي مثله ميل جيبسون وهو من أشهر ممثليهم ففي هذا الفيلم ولأول مرة تقريبا عرض الامريكيون تلك الحرب على أنها كانت حربا عادلة وأن الفيتناميين قتلوا وأبادوا كتيبة فرنسية فجاء الأمريكييون لرفع الظلم !! ثم جرى الفيلم في كل فصوله ليبرز شجاعة الجندي الأمريكي ومدى صبره وتحمله للأهوال .. هذا كله بالطبع ليدفعوا بالدعم وتوجيه العقل الأمريكي لمساندة بوش في حربه ضد المسلمين وأن حربهم هذه عادلة ولرفع الظلم !! - قبل 11 سبتمبر كانت معظم أفلامهم التي تتحدث عن أعمال الاف بي آي والسي آي إيه تتحدث عن خيانة داخلية دائما .. بعد 11 سبتمبر لا تجد إلا مخلصين جدا يموتون في سبيل أمريكا .. بعبارات أخرى .. أفلامهم بعد 11 سبتمبر كلها تدفع باتجاه واحد تعظيم أمريكا والأمريكيين بشكل عام والسكوت عن عيوبهم وفظائعهم التي ارتكبوها في حق الآخرين ، وذلك ليرفعوا معنويات شعبهم ويعطونه دفعا معنويا ليستمر في دعم بوش ومغامراته ، كما أنهم أصبحوا طيبين جدا في تعاملهم مع طوائفهم الداخلية التي كانوا يحتقرونها فيما مضى ، فصاروا يعطون الأوسكارات لممثلين سود لأول مرة بعد 11 سبتمبر !! ويعطون الأوسكارات لأفلام سخيفة للغاية غير أنها لأسباب سياسية لا علاقة لها بالاوسكار مثل فيلم ( beautiful mind ) أعطوه أوسكار فقط لأنه يمجد العقلية الأمريكية البيضاء متمثلة في عالم أمريكي يصاب بالجنون ثم يحصل على جائزة نوبل بعد أن يصبح كهلا ، ومن ناحية القيمة الفنية الفيلم ليس له أي قيمة فنية ، والأوسكار فقط لأنه يمجد العقل الأمريكي .. بما يعوض شيئا من المهانة والإذلال التي أذاقهم الله إياها على يد الشيخ أسامة .. وبعد هذا كله أقول إن المسلم العاقل لن يضيع عمره بمطالعة تلك الأفلام وكل من يحترم نفسه لن يحترم السينما الأمريكية أبدا ففيها ثوابت لا يخلو منها فيلم وأول تلك الثوابت هي تكريس الرذيلة وتطبيعها وجعلها أصلا أصيلا في طباع البشر ولن تجد فيلما أمريكيا يخلو من تصوير الخيانة الزوجية وتهوينها في نفوس الناس ، ولن تجد فيلما أمريكيا فيه فائدة أبدا إلا ووجدت شرا أكثر من ذلك بكثير بحيث يجعل من كل عاقل يرفض هذه السينما الأمريكية والثقافة الأمريكية جملة وتفصيلا .. والسينما هي ركن ركين من أركان الحضارة الأمريكية .. أنا أقول هذا الكلام لمن لا زال مفتونا بالسينما الأمريكية أو افتتن بها قريبا مثل منصور النقيدان ومن يلف لفه ، وأقول لهم لا تستعجلوا كثيرا سترون أفلاما حقيقية من بطولة المجاهدين ، وقد قدموا لكم فيلما حيا في 11 سبتمبر .. رحم الله شهداء تلك الغزوة .. وهو بحق أروع بث حي في العالم حتى اليوم وهو من اخراج وتنفيذ المجاهدين .. فجهزوا أنفسكم للأفلام القادمة إن شاء الله .. أعود لمنصور النقيدان فأقول : ياسادة منصور النقيدان واحد من هؤلاء الرومانسيين الذين يقعون في الحب كل ساعتين واضبطوا ساعاتكم إذا أردتم التأكد .. إن منصور النقيدان والنماذج التي تشبهه مستعدون للاعتذار عن ارتفاع درجة حرارة الأرض لو كان في ذلك العذر سببا للشهرة ، و ليس لي اعتراض على أصل مبدأ البحث عن الشهرة فالشهرة شهوة تعرض لكل إنسان طبيعي وحبها من شهوات النفس التي ضبطها الإسلام وحذر من بعض مظاهرها الشركية مثل الرياء ، عموما البعض يحب أن يكون مشهورا لأغراض بشرية بحتة وهذه لا إشكال كبير فيها مثل أن يحب أحد الخطاطين أن يعرف بشهرته بأنه خطاط يجيد فنون الخط لأن الخط مهنة يدوية مباحة .. والشهرة تحقق له كسبا حلالا فهو يبحث عنها بهذا الاعتبار لكن الرخص كل الرخص والرذالة كل الرذالة أن تبحث عن الشهرة من خلال استغلال الدين نفسه أو من خلال معارضته .. بمعنى أن تتدين لتصبح مشهورا بأنك متدين ، وإذا لم تسر معك الأمور جيدا انقلبت على الدين وصرت معارضا لأهله لنفس السبب أنك تريد أن يعرفوا أنك تعارض الدين وأنك أصبحت ( ليبرالي ) حقير أو عصراني مستنير .. زعموا .. إشكالية الشهرة هنا أن الدين اعتقاد وإيمان وأعمال كلها مرتبطة بالله وتوجيه هذه الأمور لغير الله من بحث عن شهرة أو سمعة أو من أجل الناس هذا من الشرك .. وعكسه مثله إن لم يكن أسوأ ، فأنت متدين مدة لأنك تريد الناس أن يعرفوا ذلك ، ثم تترك التدين وتعادي أهله للسبب نفسه .. فأنت في كلا الحالين مدان .. عموما مسألة المقاصد مسألة صعب إثباتها والكلام فيها شديد لكن ما جعلني أقول هذا الكلام هو تلك الشهادات المتواترة من العشرات الذين يعرفون منصور النقيدان وكلهم مجمعون على صفة واحدة وهي أن الرجل براغماتي جلد يبحث عن الشهرة بأي وسيلة ، ولذا هو على استعداد لأن يتبنى مبدءا إذا كان في تبنيه تحقيق لمصلحته المتمثلة بالشهرة وغيرها ، وإذا لم يكن ذلك المبدأ مستجيبا لرغباته فلديه الاستعداد الفوري للانقلاب الكامل وتبني المبدأ المضاد فقط ليبقى في الواجهة والشهرة التي يحبها قلبه .. هذا ما يقولونه عنه ولا أدري غير أن مقارنة بين ماضيه وحاضرة تجعل من وجود هذا الاتهام له شيئا له مصداقية يؤكدها واقع النقيدان نفسه وكتاباته .. هذه نقطة ليست محورية في الحديث عن النقيدان وإنما هي مدخل لفهم لماذا يفعل الرجل ما يفعله الآن ولماذا يقول ما يقول بكل تلك الصفاقة في إجاباته في الوسطية ، فهذا التفسير مدخل قوي جدا لفهم النفسية التي يتصرف من خلالها النقيدان .. غير أن النقطة المحورية في فهم النقيدان هي فهم ودراسة أفعاله في فترة تدينه ثم فهمه الآن .. وقد يقول قائل لماذا تكتب عن النقيدان الآن ؟ هل النقيدان يشكل أي هاجس مقلق لكم كسلفيين ؟ هل النقيدان ولكونه كان منضما لكم في السابق ثم انقلب عليكم الآن سيشكل خطرا على منهجكم ؟ وعلى دعوتكم السلفية ؟ ولمثل هذا القول يجب أن أرد بهدوء تام .. إنني في الواقع قدمت بعبارة إن منصور النقيدان يعتبر استثناء عاطفي للجنس البشري .. وهذا يعني أن دراسة حالة هذه النفسية وهذه الشخصية ومحاولة فهم تصرفاتهم سوف تفيد بشكل عام الاختبارات النفسية التي يجريها أطباء علم النفس وسوف تضيف رصيدا بدراسة نفسية غير سوية بشكل استثنائي .. والأمر الآخر أن قصف النقيدان بالمقالات وتبكيته وتوضيح ترهاته وتفاهاته في الواقع تقليد سلفي قديم ، وليس شيئا جديدا على منهجنا السلفي ، فالسلفيون اعتادوا منذ عصر التابعين على استخدام تكتيك ساحق يمكنني أن أطلق عليه ( القصف الشامل) فهم يقومون بقصف كل داعية لبدعة ما أو منهج ضال بالردود التي تسحقه وتوضح مدى ضلاله وقلة علمه وفقهه وفهمه .. فترى رأس البدعة الواحد ينبري له عدد كبير من أهل العلم بالرد والتفنيد والتبكيت وليس ذلك لأهمية ذلك المبتدع أو لأنهم يخافون خطورته كلا بل لأن هذا تكتيك لهم للمحافظة على الحق ببذل أقصى الجهد في سبيل قمع المبتدعة والمضلين ، بالطبع علماء السلف منذ التابعين إلى عصرنا يدركون أن هناك قضية نفسية بشرية معتادة وهي أن الناس عادة ينظرون إلى من يعتقدون أنه مظلوم وضعيف ويتعاطفون معه لا لشيء سوى لأنهم يلاحظون أن يهاجم من قبل آخرين هم فيما يبدو أقوياء .. وهذه الحالة هي التي تفسر لماذا يتعاطف بعض المغفلين مع أكبر أحمق تحدث في مسألة الصحابة مثل حسن فرحان المالكي ، لكونهم يظنون فقط أن ( شيوخ الوهابية ) يستسأسدون على حسن بن فرحان المالكي ، ولا يدركون ولا يريدون أن يقرأوا أن حسن المالكي يتفوق على ابن الجصاص الذي مات له ابن فقال للحفار وقد أنزلوا ابنه للقبر قال له : أضجعه على شقه الأيسر فهو أهضم للطعام !! حسن بن فرحان المالكي يتعامل مع قضايا الصحابة والخلاف بينهم بنفس العقلية التي كان يملكها ابن الجصاص ! وأنا أتمنى أن أجد فرصة لأثبت لكم أن حسن المالكي رجل يعاني من اشكالات عقلية أعني أن عقله ( ملخبط ولديه مشكلة كبيرة في الفهم والرد على هذه النوعية لا يكون بمناقشة الحجج بل بأن توضح لأتباعه أن شيخكم عنده اشكالات عقلية عالجوه بارك الله فيكم فإذا تعالج فسوف ينتهي الداء الذي به .. تريدون مثالا ؟ انظروا لكتاب حسن المالكي الذي تحدث فيه عن مفهوم الصحبة ، ثم انظروا للدليل الثاني ( أو الثالث لم أعد أذكر ) الذي استدل به على حصر الصحابة في المهاجرين والأنصار ثم انظروا كيف فهم قوله تعالى ( لقد رضي الله عن النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ) .. بعقل نظيف غير ملوث احضروا أي طفل وقولوا له كم طائفة قسمتها الاية ؟ ثم انظروا لكلام حسن المالكي فيها .. واحمدوا الله على نعمة العقل .. ولمزيد إيضاح ، حسن المالكي يقول إن هناك جزءا مسكوتا عنهم في النص وهم بقية جيش العسرة الذي بلغ تعداده ثلاثون ألفا فهؤلاء لا ندري هل رضي الله عنهم أم لا وهم ليسوا صحابة ، وأن الذين صرح الله بالرضا عنهم هم المهاجرين والأنصار وهم الصحابة في نظره ، على هذا بنى عقله فهم هذه الاية ، فيقال له حسنا يا حسن ، الله أخبرنا أنه رضي عن المهاجرين والأنصار ووصفهم بأنهم ( اتبعوه في ساعة العسرة ) وأخبرنا الله أنه رضي أيضا عن ثلاثة من المتخلفين لصحة توبتهم ، فصار لدينا طائفتان ، طائفة مرضي عنها وهم الموصوفين بأنهم اتبعوا النبي ساعة العسرة وخرجوا مع الجيش ، وطائفة متخلفة في قلوبهم مرض مغضوب عليهم ، واستثنى الله من هؤلاء ثلاثة صحت توبتهم فرضي عنهم وألحقهم في الرضا بمن خرج في جيش العسرة ، فجاء هذا تحفة زمانه حسن المالكي وقال ، لا.. الله رضي فقط عن المهاجرين والأنصار ولنفرض أن عددهم ثلث جيش العسرة ، أي عشرة الاف ( لا أذكر كم قال حسن المالكي ) ، فعلى فهم المالكي هناك عشرون ألف رجل خرجوا في الجيش ومصيرهم مجهول لم يذكروا بالرضا عنهم ، بينما هناك ثلاثة من المتخلفين الذين لم يحضروا الغزوة صدقوا التوبة فتاب الله عليهم وألحقهم بالرضا بالمهاجرين والأنصار المرضي عنهم ، فجاء عقل حسن المالكي وأعطاه تصورا عقليا بأنه يمكن الرضا عن ثلاثة متخلفين تابوا ، ولا يعرف مصير عشرون ألفا خرجوا طائعين وتحملوا مشاق السفر والخروج واتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. فهل رأيتم عقلا صحيحا يساوي بين رجل فعل الفعل المنصوص عليه بأنه من مرضاة الله ، ولا يرضى الله عليه ، وبين آخر لا يفعل الفعل ويتخلف عن الجهاد ثم يتوب فينص الله على الرضا عنه ؟ هل هناك عاقل يفكر بهذه الطريقة ؟؟ لو أتينا بنصراني عاقل وقلنا له هناك جيش خرج فيه ثلاثون ألف وكانت هناك مجموعة عددها ثلث الجيش وهناك ثلاثة أشخاص رفضوا الخروج مع هذا الجيش ، ثم لما رجع الجيش من المعركة ، جاء القائد العام وأعطى مجموعة الثلث نياشين وكرمهم ، وأعطى الثلاثة الذين اعتذروا عن تخلفهم نياشين أيضا وتكريما ، بينما أغلبية الجيش لم يكرمهم ما رأيك ؟ لقال لك هذا قائد ظالم .. فكيف يستنثي بقية الجيش من التكريم بينما يكرم ثلاثة متخلفين عن الجيش ولا يكرم الذين باشروا القتال فعلا ؟؟ بهذه الطريقة يفكر حسن المالكي ,, بينما أهل العلم والعقل من أهل السنة اتفقوا عن أن كل الجيش مرضي عنه وكون الله خص المهاجرين والأنصار بالذكر لا يعني عدم الرضا على بقية الجيش بل ذكرهم لفضلهم ومن أساليب القرآن ذكر الجزء وإرادة الكل ، بدليل أن الله نص على أن المرضي عنهم هم الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة العسرة .. أو يقال إن كل الجيش مهاجرين وأنصار لأنهم كلهم اتبعوا النبي في ساعة العسرة ، فهذا نموذج بسيط جدا لتخليطات حسن المالكي العقلية .. عموما مالذي أحضر حسن المالكي هنا ؟؟ الجزء الثاني . . نعم كنت أتحدث أن تكتيك السلفيين الاستراتيجي المسمى بالقصف الشامل ، يعلم السلفيون أنه ربما يكون له آثارا جانبية من ناحية وقوع بعض الضحايا والمغفلين الذي تغرهم المسألة عاطفيا ويتعاطفون مع الشخص المقصوف وربما اتبعوه وساروا ببدعته وضلاله ، لكن هذا الأمر عندما ينظر له العلماء يلاحظون شيئا .. أن هذه الآثار الجانبية من الضعف بحيث لا نهتم بها ولا نتأثر بوقوع بعض الضحايا نتيجة ردة الفعل العكسي للقصف . وعدم الاهتمام منشؤه أن الحفاظ على المبدأ الشرعي وإعلاء شأنه أهم من وقوع هؤلاء الضحايا أما السكوت عنهم بدعوى أن الرد عليهم سوف يزيد من أتباعهم فلقد ثبت بالمشاهدة أن السكوت يزيد الأتباع الذين تم تضليلهم أكثر من الرد فالرد يوقف المرض أما السكوت فهو في جميع الأحوال سيئ ، وإذا كان المسلم يموت في سبيل توحيد الله ، فلا أقل من محاربة من يعادون التوحيد ولو أدى ذلك إلى تعاطف بعض الحمقى معهم . والأمر الاخر أن تعاطف هؤلاء الحمقى جزئي ولن يكون له تأثير كبير لأنه ضرر محصور ويمكن احتواؤه بسبب أن المنهج السلفي نفسه منهج لا يتأثر ذاتيا بل يؤثر في غيره من المناهج ، أعني أن السلفية قوتها ذاتية لاعتمادها على نصوص الوحيين فهي صلبة مقاومة للتأثر ، وهي تؤثر وتسحق بقية المناهج ولا يمكن أن تسحق أبدا لأن دين الله لا يهزم .. ولذا تنهزم كل المناهج من أمام السلفية وتبقى السلفية صامدة .. فإذا كان المنهج السلفي نفسه لن يتأثر بالبشر فلماذا نقلق من اتباع بعض الحمقى لبعض الناعقين إذا قمنا بالواجب الشرعي من الدفاع عن دين الله .. كخلاصة ، نحن مطالبون بالدفاع عن القرآن والسنة وأن نقصف بشدة كل من ينال من المنهج السلفي الصحيح ، ولا نقلق من أن ينهزم منهجنا نتيجة ردود الأفعال لأنه لن ينهزم فهو محفوظ بحفظ الله له . أعود لأصل هذه النقطة وأقول إن قصف النقيدان وتوضيح ترهاته ليس لأن النقيدان يشكل خطرا على السلفية بل لأن واجب السلفية هي فضح أهل الضلال ، وأما أنا شخصيا فقصدي من هذا المقال كما ذكرت لكم ، أن أعيد لقلمي لياقته وسلاسته من جديد ، ووجدتها فرصة علاجية على منصور النقيدان .. وقبل أن أكمل يجب أن أوضح أن مفهوم السلفية مفهوم ادعاه الكثير والسلفية منهم براء ، لكن السلفية التي في ذهني هي القائمة على اتباع الوحيين بدون تعطيل لأي ركن شرعي من أركان الإسلام وأصوله ، فمن أعطى للحاكم العصمة فالسلفية منه براء ، ومن عطل الجهاد فالسلفية منه براء ، وبشكل عام السلفية ليست مسمى بقدر ماهي الالتزام الكامل بالوحي في كل الجوانب . وتقديم كلام الله ورسوله على غيره من مناهج وأفكار ومذاهب . أقول بالنسبة للنقيدان كانت مشكلته الأساسية هي أنه دخل التدين على طريقة الخوارج ، ثم انتقل من طريقة الخوارج إلى طريقة المعتزلة ، فهو عندما كان على طريقة الخوارج في التنطع ومشادة الدين كان بعيدا جدا عن السلفية رغم أنه كان يعتقد نفسه سلفيا فمن هذا الباب ارتكب جناية في حق السلفية ، ثم لما صار على طريقة المعتزلة وأخذ يلعن أيام كان على طريقة الخوارج صار يلعن السلفية التي لم يعرفها قط ! فابتلي بجهل عارم وتكفير واندفاع في المرحلة الأولى وجرأة على الفتيا والتنظير بالعقل في المرحلة الثانية وفي كلا المرحلتين هو لم يعرف السلفية الحقة قط .. لكن هاهنا نقطة مهمة وهي أن النقيدان وأمثاله عندما جعلوا من أنفسهم خصوما للسلفية الحقة كانت مشكلتهم أنهم يبنون على سلفيتهم المشوهة ، فاستفادوا من هذه النقطة وعمموا الانحرافات في السلفية المشوهة التي انتمى لها النقيدان ونسب كل انحرافاته إلى السلفية الحقة .. فارتكب جناية مزدوجة ، فهو لم يعرف السلفية حقا ، ثم عاداها والنموذج الذي يملكه هو سلفية أخرى ضالة لا علاقة لها بالسلفية الحقة ، فارتكب جرما عظيما في حق السلفية .. وبناء على هذه الفوضى التي ضاع فيها النقيدان ظن هو وبعض المساكين أنهم بإمكانهم ( عصرنة الإسلام ) ، وهذه قضية أخرى وتفرعاتها كثيرة ومتشابكة .. وخلاصتها أن كل هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون عصرنة الإسلام اليوم وقفوا أمام المأزق نفسه الذي وقع فيه العلمانيون قديما ، وهو أن هزيمتهم الحضارية أمام الغرب ، جعلتهم يظنون أن الهزيمة لحقت بالإسلام ، فقرروا التخلص من الإسلام واستعارة المنهج الغربي لظنهم أن ذلك سيحقق لهم شيئا من كرامتهم المهدرة والمسلوبة ، فاكتشفوا بعد سنين متطاولة أنهم أبعد ما يكونون عن الكرامة والحقوق وأن الغرب أحقر من أن يقدم لهم شيئا ينتشلهم من المستنقع الذي وقعوا فيه .. بينما لم يسألوا أنفسهم هل الإسلام الحق هو الذي انهزم أم الذي انهزم هو إسلام الحكام ؟ فهؤلاء المتعصرنين انهزموا في المواجهة لأنهم لم يملكوا المنهج الصواب ، ولما اكتشفوا الهزيمة لم يريدوا الاعتراف بأن الخلل كامن فيهم وليس في الإسلام وأن السلفية الحقة إذا قام بها المرء حق قيام فإن نتيجة انتصاره مضمونه .. وأمام هذا بدلا من أن يراجعوا أنفسهم وينظروا في عيوبهم توصلوا إلى منطقة جديدة تشبه الهروب إلى الأمام فقاموا يريدون مراجعة المنهج ! ومنهجهم أصلا خطأ فتوصلوا إلى نظرية عصرنة الإسلام .. وبالمقابل هناك سلفيون لم تكن هذه مشكلتهم فقد كانوا على المنهج الحق إن شاء الله لكن مرارة الهزيمة جعلتهم يقومون بنفس تصرف العصرانيين وهي مراجعة المنهج والتراجع عنه بدلا من مراجعة نفوسهم وأمراضها الداخلية .. ويغفل أمثال هؤلاء لقصر نفسهم وقصور نظرهم ، عن قضية مهمة .. أن الإسلام السلفي وأقول الإسلام السلفي تمييزا له عن الإسلام الامريكاني الذي يروج له الحكام ، هذا الإسلام أستحي أن أقول ( صمد ) في وجه كل الهجمات بل يجب أن أقول اكتسح كل الهجمات التي عليه خلال التاريخ الإسلامي كله .. وكلما كانت الهجمة على الإسلام شديدة كان هجومه المعاكس كاسحا بشكل مهول وضخم لا يمكن لكل المناهج المخالفة له أن تقاومه .. ولذا فإن الهجمة العالمية الشرسة الآن على الإسلام سوف تكون نتائجها كارثية ليس على أمريكا فقط بل على العالم كله من حيث أن الهجوم الإسلامي العكسي القادم سوف يكتسح كل شيء يقف في وجهه .. ويضحكني دائما عبارة كاتب أمريكي .. قال أنا أتعجب من هؤلاء .. يعني المسلمين ، ركبوا طائراتنا وقتلوا شعبنا بالآلاف ، ثم بعد ذلك نجد أن شعبنا بالآلاف أيضا يدخل في دينهم !! كان ذلك تعليقا على خبر نشر أن 34 ألف أمريكي دخلوا الإسلام بعد أشهر قليلة من عملية 11 سبتمبر .. هو هو نفسه الإسلام الذي كان على عهد الصحابة هو الإسلام الذي اكتسح الصليبين والمغول وغيرهم وهو نفسه وصل إلى أبواب فيينا وهو هو الذي يقاتل الغرب الان بشراسة متمثلا بالمجاهدين وزعيمهم الشيخ أسامة بن لادن ، وإذا نظرنا إلى أن تنظيم القاعدة في الدنيا كلها لن يزيد عددهم عن 5 ألاف شخص ، ولنقل 10 الاف بحساب المتعاونين معهم ، إذا حسبنا ذلك وعلمنا أن تنظيم القاعدة من ناحية عددية 0.00001 %يعني واحد على مئة ألف بالمئة !! هذه النسبة من العدد هي التي أقامت الدنيا ولم تقعدها إلى اليوم ، وهذه الفئة العددية هي التي وترت العالم بهذا الشكل الذي يحصل الآن ، يا ترى كيف سيكون وضع العالم لو زاد هذا العدد إلى مئة ألف فقط ؟ كيف سيكون الوضع لو صار عدد المقاتلين من المنتمين للمجاهدين مليون شخص ؟ أمريكا لم تستطع هزيمة خمسة آلاف مجاهد ، ولم تستطع القضاء عليهم ، هذا والمعركة ما زالت في بدايتها فكيف سيكون الوضع لو أن الأمة الإسلامية وضعت ثقلا أكبر في المعركة الحالية ؟؟ المقصود أن القوة الذاتية للإسلام قوة جبارة هائلة قوة خرافية لا يجب أن تخدعنا المظاهر السابقة في حياة المسلمين ، لأنه إذا علمنا أن خمسة آلاف فقط يلعبون بأمريكا لعبا خلال أقل من عشر سنوات ، فيجب أن نتأكد أنه مجرد ما تدخل في المعركة قوى إسلامية أخرى فسوف تكون هزيمة الغرب هزيمة منكرة جدا وسوف تكون هزيمتهم مذلة جدا ومهينة بشكل سوف يجعل الإسلام ينتشر في العالم بشكل كاسح جدا ، لأن أمريكا وضعت العالم الآن في عنق الزجاجة وحشرته في مضيق وهو يرى معركتها مع الإسلام اليوم ، فإذا انهارت أمريكا قريبا وستنهار فسوف تقتنع الدنيا كلها بأن الإسلام قوة لا يمكن هزيمتها وسوف ترون الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، أنا أعني تلك الملايين من الشعوب غير المسلمة التي تراقب المعركة الآن بصمت وأحيانا تعاطف خفي مع المسلمين .. وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين لا يمكن أن يغلب جيشهم بسبب العدد لو وصل عدده إلى 12 ألف فقط بمعنى أنه إذا انهزم المسلمون والعدد أكبر من 12 ألف فالسبب داخلي , معاصي أو فرقة وخلاف وليس بسبب عدم التكافؤ العددي .. هذا الحديث يعطيك فهما للقوة التي يحملها الإسلام كمبدأ ودين منزل من عند الله . بعد هذا التقرير كله ، يأتي هؤلاء الأطفال من أمثال النقيدان والضحيان وشلة المتعصرنين ، ويظنون أن بإمكانهم التأثير على الإسلام السلفي بسبب تجاربهم السخيفة ؟ وبسبب اختلافهم ومباهلتهم حول جمال ديمي مور ؟ أو بسبب مجموعة من المتخلفين الذين يسمون أنفسهم ليبراليين ؟ ثم ماهذه النماذج التي يتحدث عنها النقيدان بعين الثناء والمدح عندما يخاطب العميم وتركي الحمد وغازي القصيبي والغذامي وغيرهم ؟؟ إن مدح هذه النماذج تحديدا دليل يسبب الغثيان على براغماتية النقيدان ، فالحمد والقصيبي تحديدا جزء من منظومة الاستبداد التي يزعم النقيدان أنه يطلب جواز سفره لأنه يكرههم . أعني أن كل النماذج التي يذكرها النقيدان في معرض الثناء عليهم وفي معرض إغاظة السلفيين بالثناء عليهم ، هذه النماذج من المنظور الليبرالي المتجرد فضلا عن أي منظور آخر ، هذه النماذج من أسوأ النماذج البشرية التي وجدت في تاريخ الليبرالية ، بل هؤلاء وصمة عار في جبين الليبرالية .. فلو كان النقيدان يريد إيهامنا بأنه أصبح شخصا ( يؤمن بالإنسان ) فإن غازي القصيبي نموذج سيء جدا لمن يحتقر الإنسان ولمن يظلم الإنسان ولمن يعطل حرية الإنسان ولمن يستعبد الإنسان .. غازي القصيبي جزء من منظومة استبداد تعتقد أن الإنسان مجرد شيء ملحق بالأرض المملوكة لهم ، وعلى هذا الاعتبار فالناس عبيد لهم وقل مثل هذا عن تركي الحمد .. إن أي ليبرالي متجرد يؤمن بالمبادئ الليبرالية المتجردة التي تدعوا لحرية الإنسان بمنظورهم ومفهومهم للحرية ليخجل من ليبرالية هؤلاء المصلحيين الذين لا توجد لديهم قضية حقيقية يدافعون عنها سوى مصالحهم وامتيازاتهم وكل شيء آخر فهو كذب وكذب قذر .. أنا أطلب من النقيدان أن يقرأ مقالا لتركي الحمد اسمه ( قراءة في عقل عبدالله بن عبدالعزيز ) .. وليقل لي هل رأى في حياته نفاقا وبراغماتية أبشع من هذا وماذا يفعل تركي الحمد في عقل هذا الأعرابي ؟، كيف يستطيع الحمد القراءة في عقل هذا الأعرابي الذي يقول ( يا إخوان إن بناتكم بناتي وزوجاتكم زوجاتي !!! ) قاتل الله الحمق والعته ، وهو الذي يقول ( أنتوا في رقبتي ورقبة الله !!!!! ) قاتل الله الجهل !!! إن المنافقين والمتزلفين كثير لكن الإدانة تأتي لمن يزعم أنه يتبع المبادئ الليبرالية .. فتركي الحمد والقصيبي وغيرهم هم أسوأ النماذج الليبرالية التي تكرس لاستعباد الإنسان وتكرس للطغيان والظلم .. إن هؤلاء الليبراليين الداخلين في منظومة الاستبداد لا يقلون سوءا عن الشق الآخر من معادلة النكد وهم العلماء الرسميون الذين شوهوا الإسلام السلفي الخالص وجعلوه رهينة لأهواء ورغبات المستبدين .. كلهم في الضلال سواء وإنما يختلفون في المظاهر .. هؤلاء يا نقيدان كفروا بالإنسان مجرد الإنسان ، والليبرالية عندهم التحرر من الدين وقيود الأخلاق وفي المقابل تبرر وتنظر للطغيان والظلم والاستبداد الصادر من قبل من؟ من أغبى العقول البشرية !! وإذا كان النقيدان وأمثاله من المتعصرنيين ينتقدون ( السلفية الامريكانية ) وهي السلفية الرسمية التي تتبع للحكام ويجيرون مساوئها وضلالتها ويدخلونها في حساب السلفية الحقة فهذه مشكلة النقيدان نفسه لأنه لم يعرف السلفية الحقة في يوم من الأيام ، سواء في أيام ما كان يظنه تدينا ، أو في أيام ما يظنه ليبرالية أيضا وأعني هذه الأيام .. فهو في الحالين مثل الإسفنج يمتص أي سوائل ولم يوفق أن يمتص يوما رحيق السلفية الحقة ، وأرجو من الله أن يوفقه لذلك يوما من الأيام .. ولفائدته فإن القسمة العقلية لأصناف الليبرالييين تقسمهم إلى ثلاثة أقسام : الليبرالي الجطل ( لزوم الحال ) الليبرالي الحقير الليبرالي نامق أما الليرالي الجطل فمثاله الغذامي ، وأما الليبرالي الحقير فمثل الحمد وأما الليبرالي نامق فهو شخص ( ماهو داري وين الله حاطه فيه ويكتب في منتدى طوى ! ) ، ذلك المنتدى الذي اختار كتابه لأنفسهم حالة نفي اختياري ورجع الصدى لأنفسهم حتى يخدعوا أنفسهم أن الليبرالية حيه بعد أن لفظتهم المجالس والمنتديات والديوانيات واستقذرهم الناس .. وليس في القسمة ليبرالي جيد لأنك إن وجدت ليبراليا جيدا في يوم من الأيام فستكتشف أنه مسلم لكنه مخدوع بالمسميات فقط .. هل أطلت على معاشر القراء ؟ حسنا سأختم بتقرير نقطتين ، الأولى أن منصور النقيدان في النهاية جزء من ظاهره معروفة الملامح وأبرز ملامحها أنها تعلق فشلها الفكري على جهتين المجتمع والمنهج السلفي نفسه ، وهذه الظاهرة ظهرت ملامحها بشكل واضح في منتدى الوسطية ، فهي تمارس جلدا للمجتمع وجلدا للأفكار التي كانوا يعتنقونها ، ولا تريد الاعتراف أن الخلل فيها ذاتي وليس في المنهج السلفي ، وأن عيوب المجتمع هي عيوب تراكمية تعلق بأي مجتمع يخضع للاستبداد والانتهاك والاختراق بالظلم والترويع والاهانة .. لا يمكنك توقع مجتمع خال من الأمراض النفسية وهو عاش طول عمره لا يفرق بين نفسه وبين قطيع الغنم الذي يرعاه .. هذا المجتمع إذا ظهرت منه أخطاء تطبيقيه لفهمه السلفي فيجب أن نثق تماما أن هذا المجتمع لم يعرف السلفية الحقة وأن الإسلام الذي يعطيني الحق بقتل الصائل الذي ينتهك حرمة بيتي وبفقء عين من يعتدي على حرمة بيتي وينظر إلى عورات البيت ، ليس هو بدون شك الإسلام الذي يجعل من طاعة المباحث الفسقة واجبا باسم الدين والإسلام الذي يقول للمرابين ( فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) ليس هو بدون شك الإسلام المزيف الذي يجعل الحاكم المستحل للربا حاكما شرعيا تجب طاعته .. والإسلام الذي يأمر المسلم بأن يتعلم استخدام السلاح وخصوصا الرمي بشكل مطلق ليس هو الإسلام الذي يجعل الحاكم يصادر السلاح ويجرد الناس منه بحجة تثبيت الأمن ثم يعطيه الشيوخ صكوك صحة فعله.. فالمسلم لم يكن في يوم من الأيام دجاجة يحق للحكام تجريدها من السلاح .. سوى في إسلام الحكام المزيف .. إن مجتمعا مورس عليه أبشع صنوف الإذلال والسيف الأملح لن يكون في يوم من الأيام مجتمعا خاليا من الإشكالات النفسية التي تقع فيها كل أمة استمرأت حياة الذل حتى ألفته ولم تعد ترى هدفا سوى البحث عن سلامتها الشخصية .. ومشكلات هذا المجتمع ليس لها علاقة بالإسلام بل الإسلام لم يكن في يوم من الأيام سوى الدين الذي جاء لتحرير الإنسان من عبادة الإنسان . فإذا جاء هؤلاء الذين ارتخت مفاصلهم وسقطوا في حمأة الهزيمة ليعلقوا هزيمتهم على الإسلام السلفي ثم على المجتمع فإن دعواهم إنما هي دعوى تبريرية لسقوطهم وانخذالهم ولن يغير ذلك من الواقع شيئا وأن العيب فيهم وليس في غيرهم .. النقطة الثانية أن منصور النقيدان يستحق الشفقة وأنا شخصيا أشعر بالحزن عليه وعلى أمثاله لأنهم جاءوا في الوقت الضائع جدا .. فالوقت لن يسعفه كثيرا لكي يحقق بعض المكتسبات التي حققها الليبراليون القدامى ، وهو في بداية حياته اختار الخيار الخطأ ثم بعد تحوله انتقل إلى الخيار الخاسر .. فالعلمانية في الرمق الأخير والإسلام الجهادي اكتسح الدنيا وبلغت أبعاد تأثيراته النفسية والوجدانية على أرض الواقع إلى درجة أن الإسلام السلفي الجهادي صار يمد بقية التيارات الإسلامية بالقوة ويعطيها الشرعية للبقاء فصارت الأحزاب الإسلامية التي تعارض الإسلام الجهادي تتغذى وتتأكل بمنجزات هذا التيار على صعيد العالم الإسلامي كله ، وهم يشنعون على المجاهدين ولم يفهموا بعد أن سبب فوزهم في الانتخابات في المغرب وباكستان والبحرين وتركيا هو منجزات الإسلام الجهادي السلفي الذي صار يقف موقف التحدي ويضرب ويوجع الأمريكان ، فصار عند الناس شعور جماعي أن الإسلاميين بشكل عام هم رئة الأمة التي يجب أن تتنفس من خلالها ولذا أعطوهم الأصوات في الانتخابات .. أقول إن هذا التيار السلفي الجهادي الكاسح قد أثر في كل الحياة الإسلامية في العالم الإسلامي وانخنس صوت العلمانية والليبرالية ، وصارت الفكرة بالشعور بالحصار والبغض والاحتقار لرموز التيار الليبرالي في العالم الإسلامي تسيطر على مشاعر عدد كبير من الليبراليين ولكن يخفون كثيرا مما يشعرون بالمهانة .. ويخفي عدد منهم شعوره بأنه أصبح يشعر داخليا بالخيانة لأمته في ظل بقاء تأييده للأمريكان مع وجود هذه الحرب المفتوحة بين أمة الإسلام وبين الأمريكان .. وقد تمثل هذا الشعور مع شعور آخر باليقظة من أوهام الليبرالية وعودة الاعتزاز بالإسلام في ظاهرة لا أدري هل سمع بها منصور النقيدان وأمثاله أم لا وهي ظاهرة عودة عدد من الكاتبات الليبراليات الشهيرات إلى الدين حتى أن واحدة مشهورة منهن ولو شئت لسميتها لكم تحولت من كاتبة ليبرالية إلى امرأة متدينة تعتقد أن صوت المرأة عورة !وهذا شيء طيب أن يعود الليبرالي إلى الوضع الذي يكون مصدره التلقي عنده في الحياة هو دين الله وحده رغم أن مسألة أن صوت المرأة عورة مسألة لم يقل بها أحد من أصحاب المذاهب الأربعة ، ولكن هناك مشكلة في بعضهم وهي نفسياتهم التي نهلت من معين الشك والتشكيك والتململ وعدم التسليم لله ورسوله فيؤدي ذلك إلى التقلبات الحادة والتحولات الكبيرة . وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء نسأل الله أن يحفظنا على الإسلام ويرزقنا الشهادة في سبيله .. وأن يثبت تلك المرأة على دينها .. أريد أن أتحدث أكثر لكن أحدهم أرسل لي مرة على البريد رسالة يقول : ( أنصحك تختصر في مقالاتك) قالها وكأنه يريد أن يدفع في وجهي وهو مغضب !! فاستحيت الآن وقد وصلت الصفحات إلى ثمان صفحات في الوورد وأنا لا أحس بها ولا بالوقت واشعر أني يجب أن أتوقف خصوصا وأنه واضح من انطلاقي في الكتابة أن الجفاف قد زال بحمد الله وأشعر بالرغبة في المزيد من الكتابة ، غير أن الكتابة تبقى هما ورسالة كما يقول الأستاذ الحضيف ، والهم الحقيقي للأمة يجب أن يكون في دعم المجاهدين فسأتوقف هنا ، ولكن ولمزيد من الفائدة سأنشر جزءا من كتاب ( علاج الملل القراءة في عقل تركي الحمد ) ليعرف منصور النقيدان ومن يحذو حذوه كم أن هذا الحمد يعاني من مشاكل عظمى في طريق التفكير وسترون من مناقشة مقال واحد من مقالات الحمد أنه من أبعد الناس عن الفهم المنطقي والعقلي للأمور البدهية وأنه يخطئ فيها بما لا يفعله عجل بن لجيم الذي أعجبه فحل فقالوا ما تسميه ففقأ عينه وقال : أسميه الأعور!! وسيرى منصور النقيدان أن كل هؤلاء لا يساوون في ميزان ما يتشدقون به شيئا فهم أبعد الناس عن العقل وهم أبعد الناس عن الحرية وهم أبعد الناس عن كل معنى جميل في الحياة سوى معنى واحد هم قريبون منه جدا وهو معنى أن يتم إلغاء الإسلام من حياة الناس[/size] ..
=20
لو سألتني عن أفضل مواهب ( منصور النقيدان ) لقلت لك إنه يجيد الرقص أفضل من غورباتشوف !! يجب أن أعترف في البدء أنني أعاني هذه الفترة من ( جفاف الكتابة) وهو شيء معتاد لي ، ويشبه كثيرا ( جفاف القراءة ) الذي ينتابني من فترة لأخرى ، وقد كنت اعتدت في معالجة الجفاف في القراءة بأسلوب أظنه كان ناجعا في أغلب مامضى من الوقت ، فكنت إذا امتد الجفاف مدة طويلة ولم أعد أشغف بالقراءة أقوم بتكتيك خفيف لأعود لسجيتي في إدمان المطالعة ، وخلاصة التكتيك أن أذهب إلى المكتبة وأبحث عن أي شيء ( سخيف ) لأقوم بمطالعته وأعني بالسخيف قصيدة حداثية مضحكة أو مقال لا شيء فيه غير أنك تقرأ فقط لتبحث عن شيء ليس له معنى أو غير منطقي ، لتتعرف على مفهوم ( اللامنطقي ) ولتقارن بين تعريف الفهاهة والعي عند العرب وبين ما تقرأ ! والكاتب الأثير لقلبي في هذا الباب هو تركي الحمد وسأكشف سرا عندما أقول لكم إنني في الواقع إذا أصابني مرض جفاف القراءة أبحث عن مقالات تركي الحمد ليذهب عني هذا البلاء ويكون ذلك علاجا للملل .. وقد صنفت كتابا صغيرا سميته ( علاج الملل قراءة في عقل تركي الحمد ) وأنا شخصيا أوصي به لكل من يعاني من الاكتئاب المزمن والملل القسري ، ولو كنت رئيسا عربيا لعاقبت المعارضين السياسيين لي بجعل قراءة مقالات تركي الحمد جزءا من العقاب والضغط النفسي الذي أمارسه على أولاد الفاعلات الذين يعارضون حكمي .. أعود فأقول إن طريقة علاج مرض الجفاف في القراءة والتي كانت تتمثل بقراءة أي شيء سخيف لليبرالييين حتى أشعر بالذنب ويصيبني الغم لإضاعة الوقت في القراءة لمثل هؤلاء ، فأستغفر الله وأعود للقراءة فيما ينفع. هذا الاسلوب في العلاج قررت استخدامه في نفس معضلة الجفاف الكتابي ، فقررت البحث عن شخص من جملة السخفاء ، بحيث أكتب فيه شيئا ، فأتذكر بعدما أصرف عليه جزءا من الوقت في الكتابة ، أتذكر عظم المسئولية والأمانة التي تحملتها ، فأعود أكتب عن شرفاء الأمة وعن شرف الجهاد والمجاهدين .. فكان من فرج الله على عبده الضعيف لويس أن استضافت الوسطية منصور النقيدان بما أثلج صدري حتى أطالع هذا الرجل وأقرأ كلامه على سبيل التعجب ثم أرفع يدي بالدعاء وأقول الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاه به .. لم أجد أفضل من منصور النقيدان فهو بحق يعتبر ( استثناء عاطفي للجنس البشري ) وإذا شئت أن تعطي لمنصور النقيدان لقبا فيجب أن تسميه ( سعادة الزائد عن حاجتي ) صدقني لن تحتاج يوما إلى منصور النقيدان ولا إلى أي شيء مما يقول .. أنظره عندما يقول (ولو قابلت علي العميم لجثوت على ركبتي كالتلميذ، ونهلت من معين علمه وفكره .وقد كان.وقلت له عفى الله عنك أبامحمد :أما أنا فغير مقتنع بجمال ديمي مور.فقم لنتباهل.) لما قرأت هذه الجملة ابتسمت وقلت في نفسي ، أنت وعلي العميم بحاجة أكيدة وماسة لإعادة إدخالكم إلى الكتّاب مرة أخرى .. وإذا كنتم تحتاجون إلى أب فسأوفر لكم الصفعات وإذا لم تجدوا من يعلمكم الأمور على وجهها الصحيح فأقترح عليكم أن تجثوا عندي ركبتي ، لأحدثكم قليلا عن ديمي مور وأستغفر الله من هذا لكن البعض يضطرك إلى أن تفهمه بالطريقة التي ركب عقله بها ، فاضطرني هذا الخلاف بين العميم والنقيدان والتي كادت تصل إلى المباهلة إلى أن أحكم بينهم وأقول كلاكما وتبناً! وأن أستدعي الرصيد الليبرالي السابق وأتذكر ما أعرفه عن مور لكي يعلم الاثنان أنهما عالة حتى على الليبرالية .. المهم أن العميم والنقيدان كلاهما أضل من روث حمار الدجال ، في مسألة ديمي مور ، فإن ديمي مور لم يقل أحد من النقاد إنها جميلة حتى تختلفوا على جمالها ، بل على العكس هي امرأة مسترجلة وقد مثلت في دور امرأة تسترجل وتنضم للجيش الأمريكي في فيلم من أقبح ما مثلت وهو فيلم ( I E Jean أو I Y نسيت الان ) ، لكن مافتن النقاد بها ، أمران آخران هما اللذان اختلفوا حولهما ولم تصلوا إليه في نقاشكم ، ونقاد السينما في ديمي مور على قولين ، فأما أصحاب القول الأول فيقولون : إن سر سحر ديمي مور هو تلك البحة المثيرة في صوتها ، وهؤلاء يقولون إن ديمي مور مسترجلة لكنها تملك صوتا فاتنا ، وأما أصحاب المذهب الثاني فيقولون إن سر سحر ديمي مور هو في نظرة الإغواء والإثارة التي تنبعث من عينيها وأصحاب هذا القول يخالفون أصحاب القول الأول بأنها مسترجلة ويقولون بل هي امرأة كاملة الأنوثة وسحرها في نظراتها وطريقتها في إغواء الرجال .. من خلال لغة الجسد لا أكثر .. وممن يتبع المذهب الأول مذهب أن سر ديمي مور في صوتها زوجها السابق ( بروس ويليس ) وقد قال هذا في أكثر من مناسبة ، وأما أهل الإيمان فيقولون قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ، وأما أنا فأقول أستغفر الله ولكني أردت أن أضرب لكم مثالا بأنكم لستم بحاجة إلى منصور النقيدان فهو كالمتشبع بما لم يعط ،ولديه الاستعداد على المباهلة فيما لا يفهم وحتى عندما يتفاخر بالمعصية والمنكر فهو لا يعرف كيف يفعله ، مثل ذلك الأحمق الذي أراد أن يتعاطى المخدرات فذوب الهيروين في كأس ماء ثم شربه بدلا من أن يستنشقه ، فسبب له تشققا في جدار المعدة لأن الهيروين كان مغشوشا ومخلوطا بمسحوق زجاج وأدخلوه المستشفى ليقوموا بتنظيف معدته ويقولون له كخ كخ لا للمخدرات ، فمن يقول لمنصور النقيدان كخ كخ لا للسينما الأمريكية ولا تتحدث وأنت لا تفهم شيئا فيها ؟ وإذا أراد منصور النقيدان أن أعطيه محاضرة كاملة عن أحوال السينما الأمريكية ومقاصدها فلا مانع لدي حتى لا يتفسلف مرة ثانية ويتشبع بما لم يعط .. وإذا أراد منصور النقيدان أن أعطيه دروسا مطولة جدا في الحياة الأمريكية وطبيعتها وكيف يفكر الأمريكان وماهي موروثاتهم الثقافية التي أخرجوها بكل ما فيها من حقارة ورذالة وجريمة وفسق لم يسبق من قبل في تاريخ البشرية كلها على شكل أفلام سينما هوليوود، لأعطيته ولحدثته عن أشياء أعلم أنه سيصدم وسيتوب لو علمها . وكقاعدة عامة فإنه يمكنك معرفة اتجاهات الرأي عند أصحاب القرار الأمريكي بمتابعة السينما الأمريكية ، وأنا شخصيا أظن السحرة الذين يستخدمهم فرعون العصر هم سحرة هوليوود .. ولكي تعرف أثر 11 سبتمبر في النفسية الأمريكية فادرس أفلامهم بعد 11 سبتمبر .. وسأعطيكم بعض الاشارات مع التنبيه أنني أحذر إخواني من مشاهدة أفلامهم ومعرفة معلومات عنها ليست مشروطة بمطالعتها بل يمكنك فعل ذلك بتصفح النت ومتابعة الأفلام العشرة الأولى في شباك التذاكر الأمريكية .. أو اقرأ التلخيصات والبحوث التي تكتب عن اتجاهات السينما الأمريكية ثم اقرأ مجريات تلك الأفلام وسوف تعرف كيف يفكر الامريكييون في تلك اللحظة .. - قبل 11 سبتمبر كانت كل الأفلام الأمريكية التي تتحدث عن فييتنام تتحدث عنه من منطلق الادانة لتلك الحرب ، بعد 11 سبتمبر أصبحت الأفلام تتحدث عن الفخر بتلك الحرب أو على اقل تقدير الافتخار بالجندي الأمريكي الذي شارك في تلك الحرب ، وهذا بدا واضحا من خلال فيلم ( we were soldiers ) الذي مثله ميل جيبسون وهو من أشهر ممثليهم ففي هذا الفيلم ولأول مرة تقريبا عرض الامريكيون تلك الحرب على أنها كانت حربا عادلة وأن الفيتناميين قتلوا وأبادوا كتيبة فرنسية فجاء الأمريكييون لرفع الظلم !! ثم جرى الفيلم في كل فصوله ليبرز شجاعة الجندي الأمريكي ومدى صبره وتحمله للأهوال .. هذا كله بالطبع ليدفعوا بالدعم وتوجيه العقل الأمريكي لمساندة بوش في حربه ضد المسلمين وأن حربهم هذه عادلة ولرفع الظلم !! - قبل 11 سبتمبر كانت معظم أفلامهم التي تتحدث عن أعمال الاف بي آي والسي آي إيه تتحدث عن خيانة داخلية دائما .. بعد 11 سبتمبر لا تجد إلا مخلصين جدا يموتون في سبيل أمريكا .. بعبارات أخرى .. أفلامهم بعد 11 سبتمبر كلها تدفع باتجاه واحد تعظيم أمريكا والأمريكيين بشكل عام والسكوت عن عيوبهم وفظائعهم التي ارتكبوها في حق الآخرين ، وذلك ليرفعوا معنويات شعبهم ويعطونه دفعا معنويا ليستمر في دعم بوش ومغامراته ، كما أنهم أصبحوا طيبين جدا في تعاملهم مع طوائفهم الداخلية التي كانوا يحتقرونها فيما مضى ، فصاروا يعطون الأوسكارات لممثلين سود لأول مرة بعد 11 سبتمبر !! ويعطون الأوسكارات لأفلام سخيفة للغاية غير أنها لأسباب سياسية لا علاقة لها بالاوسكار مثل فيلم ( beautiful mind ) أعطوه أوسكار فقط لأنه يمجد العقلية الأمريكية البيضاء متمثلة في عالم أمريكي يصاب بالجنون ثم يحصل على جائزة نوبل بعد أن يصبح كهلا ، ومن ناحية القيمة الفنية الفيلم ليس له أي قيمة فنية ، والأوسكار فقط لأنه يمجد العقل الأمريكي .. بما يعوض شيئا من المهانة والإذلال التي أذاقهم الله إياها على يد الشيخ أسامة .. وبعد هذا كله أقول إن المسلم العاقل لن يضيع عمره بمطالعة تلك الأفلام وكل من يحترم نفسه لن يحترم السينما الأمريكية أبدا ففيها ثوابت لا يخلو منها فيلم وأول تلك الثوابت هي تكريس الرذيلة وتطبيعها وجعلها أصلا أصيلا في طباع البشر ولن تجد فيلما أمريكيا يخلو من تصوير الخيانة الزوجية وتهوينها في نفوس الناس ، ولن تجد فيلما أمريكيا فيه فائدة أبدا إلا ووجدت شرا أكثر من ذلك بكثير بحيث يجعل من كل عاقل يرفض هذه السينما الأمريكية والثقافة الأمريكية جملة وتفصيلا .. والسينما هي ركن ركين من أركان الحضارة الأمريكية .. أنا أقول هذا الكلام لمن لا زال مفتونا بالسينما الأمريكية أو افتتن بها قريبا مثل منصور النقيدان ومن يلف لفه ، وأقول لهم لا تستعجلوا كثيرا سترون أفلاما حقيقية من بطولة المجاهدين ، وقد قدموا لكم فيلما حيا في 11 سبتمبر .. رحم الله شهداء تلك الغزوة .. وهو بحق أروع بث حي في العالم حتى اليوم وهو من اخراج وتنفيذ المجاهدين .. فجهزوا أنفسكم للأفلام القادمة إن شاء الله .. أعود لمنصور النقيدان فأقول : ياسادة منصور النقيدان واحد من هؤلاء الرومانسيين الذين يقعون في الحب كل ساعتين واضبطوا ساعاتكم إذا أردتم التأكد .. إن منصور النقيدان والنماذج التي تشبهه مستعدون للاعتذار عن ارتفاع درجة حرارة الأرض لو كان في ذلك العذر سببا للشهرة ، و ليس لي اعتراض على أصل مبدأ البحث عن الشهرة فالشهرة شهوة تعرض لكل إنسان طبيعي وحبها من شهوات النفس التي ضبطها الإسلام وحذر من بعض مظاهرها الشركية مثل الرياء ، عموما البعض يحب أن يكون مشهورا لأغراض بشرية بحتة وهذه لا إشكال كبير فيها مثل أن يحب أحد الخطاطين أن يعرف بشهرته بأنه خطاط يجيد فنون الخط لأن الخط مهنة يدوية مباحة .. والشهرة تحقق له كسبا حلالا فهو يبحث عنها بهذا الاعتبار لكن الرخص كل الرخص والرذالة كل الرذالة أن تبحث عن الشهرة من خلال استغلال الدين نفسه أو من خلال معارضته .. بمعنى أن تتدين لتصبح مشهورا بأنك متدين ، وإذا لم تسر معك الأمور جيدا انقلبت على الدين وصرت معارضا لأهله لنفس السبب أنك تريد أن يعرفوا أنك تعارض الدين وأنك أصبحت ( ليبرالي ) حقير أو عصراني مستنير .. زعموا .. إشكالية الشهرة هنا أن الدين اعتقاد وإيمان وأعمال كلها مرتبطة بالله وتوجيه هذه الأمور لغير الله من بحث عن شهرة أو سمعة أو من أجل الناس هذا من الشرك .. وعكسه مثله إن لم يكن أسوأ ، فأنت متدين مدة لأنك تريد الناس أن يعرفوا ذلك ، ثم تترك التدين وتعادي أهله للسبب نفسه .. فأنت في كلا الحالين مدان .. عموما مسألة المقاصد مسألة صعب إثباتها والكلام فيها شديد لكن ما جعلني أقول هذا الكلام هو تلك الشهادات المتواترة من العشرات الذين يعرفون منصور النقيدان وكلهم مجمعون على صفة واحدة وهي أن الرجل براغماتي جلد يبحث عن الشهرة بأي وسيلة ، ولذا هو على استعداد لأن يتبنى مبدءا إذا كان في تبنيه تحقيق لمصلحته المتمثلة بالشهرة وغيرها ، وإذا لم يكن ذلك المبدأ مستجيبا لرغباته فلديه الاستعداد الفوري للانقلاب الكامل وتبني المبدأ المضاد فقط ليبقى في الواجهة والشهرة التي يحبها قلبه .. هذا ما يقولونه عنه ولا أدري غير أن مقارنة بين ماضيه وحاضرة تجعل من وجود هذا الاتهام له شيئا له مصداقية يؤكدها واقع النقيدان نفسه وكتاباته .. هذه نقطة ليست محورية في الحديث عن النقيدان وإنما هي مدخل لفهم لماذا يفعل الرجل ما يفعله الآن ولماذا يقول ما يقول بكل تلك الصفاقة في إجاباته في الوسطية ، فهذا التفسير مدخل قوي جدا لفهم النفسية التي يتصرف من خلالها النقيدان .. غير أن النقطة المحورية في فهم النقيدان هي فهم ودراسة أفعاله في فترة تدينه ثم فهمه الآن .. وقد يقول قائل لماذا تكتب عن النقيدان الآن ؟ هل النقيدان يشكل أي هاجس مقلق لكم كسلفيين ؟ هل النقيدان ولكونه كان منضما لكم في السابق ثم انقلب عليكم الآن سيشكل خطرا على منهجكم ؟ وعلى دعوتكم السلفية ؟ ولمثل هذا القول يجب أن أرد بهدوء تام .. إنني في الواقع قدمت بعبارة إن منصور النقيدان يعتبر استثناء عاطفي للجنس البشري .. وهذا يعني أن دراسة حالة هذه النفسية وهذه الشخصية ومحاولة فهم تصرفاتهم سوف تفيد بشكل عام الاختبارات النفسية التي يجريها أطباء علم النفس وسوف تضيف رصيدا بدراسة نفسية غير سوية بشكل استثنائي .. والأمر الآخر أن قصف النقيدان بالمقالات وتبكيته وتوضيح ترهاته وتفاهاته في الواقع تقليد سلفي قديم ، وليس شيئا جديدا على منهجنا السلفي ، فالسلفيون اعتادوا منذ عصر التابعين على استخدام تكتيك ساحق يمكنني أن أطلق عليه ( القصف الشامل) فهم يقومون بقصف كل داعية لبدعة ما أو منهج ضال بالردود التي تسحقه وتوضح مدى ضلاله وقلة علمه وفقهه وفهمه .. فترى رأس البدعة الواحد ينبري له عدد كبير من أهل العلم بالرد والتفنيد والتبكيت وليس ذلك لأهمية ذلك المبتدع أو لأنهم يخافون خطورته كلا بل لأن هذا تكتيك لهم للمحافظة على الحق ببذل أقصى الجهد في سبيل قمع المبتدعة والمضلين ، بالطبع علماء السلف منذ التابعين إلى عصرنا يدركون أن هناك قضية نفسية بشرية معتادة وهي أن الناس عادة ينظرون إلى من يعتقدون أنه مظلوم وضعيف ويتعاطفون معه لا لشيء سوى لأنهم يلاحظون أن يهاجم من قبل آخرين هم فيما يبدو أقوياء .. وهذه الحالة هي التي تفسر لماذا يتعاطف بعض المغفلين مع أكبر أحمق تحدث في مسألة الصحابة مثل حسن فرحان المالكي ، لكونهم يظنون فقط أن ( شيوخ الوهابية ) يستسأسدون على حسن بن فرحان المالكي ، ولا يدركون ولا يريدون أن يقرأوا أن حسن المالكي يتفوق على ابن الجصاص الذي مات له ابن فقال للحفار وقد أنزلوا ابنه للقبر قال له : أضجعه على شقه الأيسر فهو أهضم للطعام !! حسن بن فرحان المالكي يتعامل مع قضايا الصحابة والخلاف بينهم بنفس العقلية التي كان يملكها ابن الجصاص ! وأنا أتمنى أن أجد فرصة لأثبت لكم أن حسن المالكي رجل يعاني من اشكالات عقلية أعني أن عقله ( ملخبط ولديه مشكلة كبيرة في الفهم والرد على هذه النوعية لا يكون بمناقشة الحجج بل بأن توضح لأتباعه أن شيخكم عنده اشكالات عقلية عالجوه بارك الله فيكم فإذا تعالج فسوف ينتهي الداء الذي به .. تريدون مثالا ؟ انظروا لكتاب حسن المالكي الذي تحدث فيه عن مفهوم الصحبة ، ثم انظروا للدليل الثاني ( أو الثالث لم أعد أذكر ) الذي استدل به على حصر الصحابة في المهاجرين والأنصار ثم انظروا كيف فهم قوله تعالى ( لقد رضي الله عن النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ) .. بعقل نظيف غير ملوث احضروا أي طفل وقولوا له كم طائفة قسمتها الاية ؟ ثم انظروا لكلام حسن المالكي فيها .. واحمدوا الله على نعمة العقل .. ولمزيد إيضاح ، حسن المالكي يقول إن هناك جزءا مسكوتا عنهم في النص وهم بقية جيش العسرة الذي بلغ تعداده ثلاثون ألفا فهؤلاء لا ندري هل رضي الله عنهم أم لا وهم ليسوا صحابة ، وأن الذين صرح الله بالرضا عنهم هم المهاجرين والأنصار وهم الصحابة في نظره ، على هذا بنى عقله فهم هذه الاية ، فيقال له حسنا يا حسن ، الله أخبرنا أنه رضي عن المهاجرين والأنصار ووصفهم بأنهم ( اتبعوه في ساعة العسرة ) وأخبرنا الله أنه رضي أيضا عن ثلاثة من المتخلفين لصحة توبتهم ، فصار لدينا طائفتان ، طائفة مرضي عنها وهم الموصوفين بأنهم اتبعوا النبي ساعة العسرة وخرجوا مع الجيش ، وطائفة متخلفة في قلوبهم مرض مغضوب عليهم ، واستثنى الله من هؤلاء ثلاثة صحت توبتهم فرضي عنهم وألحقهم في الرضا بمن خرج في جيش العسرة ، فجاء هذا تحفة زمانه حسن المالكي وقال ، لا.. الله رضي فقط عن المهاجرين والأنصار ولنفرض أن عددهم ثلث جيش العسرة ، أي عشرة الاف ( لا أذكر كم قال حسن المالكي ) ، فعلى فهم المالكي هناك عشرون ألف رجل خرجوا في الجيش ومصيرهم مجهول لم يذكروا بالرضا عنهم ، بينما هناك ثلاثة من المتخلفين الذين لم يحضروا الغزوة صدقوا التوبة فتاب الله عليهم وألحقهم بالرضا بالمهاجرين والأنصار المرضي عنهم ، فجاء عقل حسن المالكي وأعطاه تصورا عقليا بأنه يمكن الرضا عن ثلاثة متخلفين تابوا ، ولا يعرف مصير عشرون ألفا خرجوا طائعين وتحملوا مشاق السفر والخروج واتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. فهل رأيتم عقلا صحيحا يساوي بين رجل فعل الفعل المنصوص عليه بأنه من مرضاة الله ، ولا يرضى الله عليه ، وبين آخر لا يفعل الفعل ويتخلف عن الجهاد ثم يتوب فينص الله على الرضا عنه ؟ هل هناك عاقل يفكر بهذه الطريقة ؟؟ لو أتينا بنصراني عاقل وقلنا له هناك جيش خرج فيه ثلاثون ألف وكانت هناك مجموعة عددها ثلث الجيش وهناك ثلاثة أشخاص رفضوا الخروج مع هذا الجيش ، ثم لما رجع الجيش من المعركة ، جاء القائد العام وأعطى مجموعة الثلث نياشين وكرمهم ، وأعطى الثلاثة الذين اعتذروا عن تخلفهم نياشين أيضا وتكريما ، بينما أغلبية الجيش لم يكرمهم ما رأيك ؟ لقال لك هذا قائد ظالم .. فكيف يستنثي بقية الجيش من التكريم بينما يكرم ثلاثة متخلفين عن الجيش ولا يكرم الذين باشروا القتال فعلا ؟؟ بهذه الطريقة يفكر حسن المالكي ,, بينما أهل العلم والعقل من أهل السنة اتفقوا عن أن كل الجيش مرضي عنه وكون الله خص المهاجرين والأنصار بالذكر لا يعني عدم الرضا على بقية الجيش بل ذكرهم لفضلهم ومن أساليب القرآن ذكر الجزء وإرادة الكل ، بدليل أن الله نص على أن المرضي عنهم هم الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة العسرة .. أو يقال إن كل الجيش مهاجرين وأنصار لأنهم كلهم اتبعوا النبي في ساعة العسرة ، فهذا نموذج بسيط جدا لتخليطات حسن المالكي العقلية .. عموما مالذي أحضر حسن المالكي هنا ؟؟ الجزء الثاني . . نعم كنت أتحدث أن تكتيك السلفيين الاستراتيجي المسمى بالقصف الشامل ، يعلم السلفيون أنه ربما يكون له آثارا جانبية من ناحية وقوع بعض الضحايا والمغفلين الذي تغرهم المسألة عاطفيا ويتعاطفون مع الشخص المقصوف وربما اتبعوه وساروا ببدعته وضلاله ، لكن هذا الأمر عندما ينظر له العلماء يلاحظون شيئا .. أن هذه الآثار الجانبية من الضعف بحيث لا نهتم بها ولا نتأثر بوقوع بعض الضحايا نتيجة ردة الفعل العكسي للقصف . وعدم الاهتمام منشؤه أن الحفاظ على المبدأ الشرعي وإعلاء شأنه أهم من وقوع هؤلاء الضحايا أما السكوت عنهم بدعوى أن الرد عليهم سوف يزيد من أتباعهم فلقد ثبت بالمشاهدة أن السكوت يزيد الأتباع الذين تم تضليلهم أكثر من الرد فالرد يوقف المرض أما السكوت فهو في جميع الأحوال سيئ ، وإذا كان المسلم يموت في سبيل توحيد الله ، فلا أقل من محاربة من يعادون التوحيد ولو أدى ذلك إلى تعاطف بعض الحمقى معهم . والأمر الاخر أن تعاطف هؤلاء الحمقى جزئي ولن يكون له تأثير كبير لأنه ضرر محصور ويمكن احتواؤه بسبب أن المنهج السلفي نفسه منهج لا يتأثر ذاتيا بل يؤثر في غيره من المناهج ، أعني أن السلفية قوتها ذاتية لاعتمادها على نصوص الوحيين فهي صلبة مقاومة للتأثر ، وهي تؤثر وتسحق بقية المناهج ولا يمكن أن تسحق أبدا لأن دين الله لا يهزم .. ولذا تنهزم كل المناهج من أمام السلفية وتبقى السلفية صامدة .. فإذا كان المنهج السلفي نفسه لن يتأثر بالبشر فلماذا نقلق من اتباع بعض الحمقى لبعض الناعقين إذا قمنا بالواجب الشرعي من الدفاع عن دين الله .. كخلاصة ، نحن مطالبون بالدفاع عن القرآن والسنة وأن نقصف بشدة كل من ينال من المنهج السلفي الصحيح ، ولا نقلق من أن ينهزم منهجنا نتيجة ردود الأفعال لأنه لن ينهزم فهو محفوظ بحفظ الله له . أعود لأصل هذه النقطة وأقول إن قصف النقيدان وتوضيح ترهاته ليس لأن النقيدان يشكل خطرا على السلفية بل لأن واجب السلفية هي فضح أهل الضلال ، وأما أنا شخصيا فقصدي من هذا المقال كما ذكرت لكم ، أن أعيد لقلمي لياقته وسلاسته من جديد ، ووجدتها فرصة علاجية على منصور النقيدان .. وقبل أن أكمل يجب أن أوضح أن مفهوم السلفية مفهوم ادعاه الكثير والسلفية منهم براء ، لكن السلفية التي في ذهني هي القائمة على اتباع الوحيين بدون تعطيل لأي ركن شرعي من أركان الإسلام وأصوله ، فمن أعطى للحاكم العصمة فالسلفية منه براء ، ومن عطل الجهاد فالسلفية منه براء ، وبشكل عام السلفية ليست مسمى بقدر ماهي الالتزام الكامل بالوحي في كل الجوانب . وتقديم كلام الله ورسوله على غيره من مناهج وأفكار ومذاهب . أقول بالنسبة للنقيدان كانت مشكلته الأساسية هي أنه دخل التدين على طريقة الخوارج ، ثم انتقل من طريقة الخوارج إلى طريقة المعتزلة ، فهو عندما كان على طريقة الخوارج في التنطع ومشادة الدين كان بعيدا جدا عن السلفية رغم أنه كان يعتقد نفسه سلفيا فمن هذا الباب ارتكب جناية في حق السلفية ، ثم لما صار على طريقة المعتزلة وأخذ يلعن أيام كان على طريقة الخوارج صار يلعن السلفية التي لم يعرفها قط ! فابتلي بجهل عارم وتكفير واندفاع في المرحلة الأولى وجرأة على الفتيا والتنظير بالعقل في المرحلة الثانية وفي كلا المرحلتين هو لم يعرف السلفية الحقة قط .. لكن هاهنا نقطة مهمة وهي أن النقيدان وأمثاله عندما جعلوا من أنفسهم خصوما للسلفية الحقة كانت مشكلتهم أنهم يبنون على سلفيتهم المشوهة ، فاستفادوا من هذه النقطة وعمموا الانحرافات في السلفية المشوهة التي انتمى لها النقيدان ونسب كل انحرافاته إلى السلفية الحقة .. فارتكب جناية مزدوجة ، فهو لم يعرف السلفية حقا ، ثم عاداها والنموذج الذي يملكه هو سلفية أخرى ضالة لا علاقة لها بالسلفية الحقة ، فارتكب جرما عظيما في حق السلفية .. وبناء على هذه الفوضى التي ضاع فيها النقيدان ظن هو وبعض المساكين أنهم بإمكانهم ( عصرنة الإسلام ) ، وهذه قضية أخرى وتفرعاتها كثيرة ومتشابكة .. وخلاصتها أن كل هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون عصرنة الإسلام اليوم وقفوا أمام المأزق نفسه الذي وقع فيه العلمانيون قديما ، وهو أن هزيمتهم الحضارية أمام الغرب ، جعلتهم يظنون أن الهزيمة لحقت بالإسلام ، فقرروا التخلص من الإسلام واستعارة المنهج الغربي لظنهم أن ذلك سيحقق لهم شيئا من كرامتهم المهدرة والمسلوبة ، فاكتشفوا بعد سنين متطاولة أنهم أبعد ما يكونون عن الكرامة والحقوق وأن الغرب أحقر من أن يقدم لهم شيئا ينتشلهم من المستنقع الذي وقعوا فيه .. بينما لم يسألوا أنفسهم هل الإسلام الحق هو الذي انهزم أم الذي انهزم هو إسلام الحكام ؟ فهؤلاء المتعصرنين انهزموا في المواجهة لأنهم لم يملكوا المنهج الصواب ، ولما اكتشفوا الهزيمة لم يريدوا الاعتراف بأن الخلل كامن فيهم وليس في الإسلام وأن السلفية الحقة إذا قام بها المرء حق قيام فإن نتيجة انتصاره مضمونه .. وأمام هذا بدلا من أن يراجعوا أنفسهم وينظروا في عيوبهم توصلوا إلى منطقة جديدة تشبه الهروب إلى الأمام فقاموا يريدون مراجعة المنهج ! ومنهجهم أصلا خطأ فتوصلوا إلى نظرية عصرنة الإسلام .. وبالمقابل هناك سلفيون لم تكن هذه مشكلتهم فقد كانوا على المنهج الحق إن شاء الله لكن مرارة الهزيمة جعلتهم يقومون بنفس تصرف العصرانيين وهي مراجعة المنهج والتراجع عنه بدلا من مراجعة نفوسهم وأمراضها الداخلية .. ويغفل أمثال هؤلاء لقصر نفسهم وقصور نظرهم ، عن قضية مهمة .. أن الإسلام السلفي وأقول الإسلام السلفي تمييزا له عن الإسلام الامريكاني الذي يروج له الحكام ، هذا الإسلام أستحي أن أقول ( صمد ) في وجه كل الهجمات بل يجب أن أقول اكتسح كل الهجمات التي عليه خلال التاريخ الإسلامي كله .. وكلما كانت الهجمة على الإسلام شديدة كان هجومه المعاكس كاسحا بشكل مهول وضخم لا يمكن لكل المناهج المخالفة له أن تقاومه .. ولذا فإن الهجمة العالمية الشرسة الآن على الإسلام سوف تكون نتائجها كارثية ليس على أمريكا فقط بل على العالم كله من حيث أن الهجوم الإسلامي العكسي القادم سوف يكتسح كل شيء يقف في وجهه .. ويضحكني دائما عبارة كاتب أمريكي .. قال أنا أتعجب من هؤلاء .. يعني المسلمين ، ركبوا طائراتنا وقتلوا شعبنا بالآلاف ، ثم بعد ذلك نجد أن شعبنا بالآلاف أيضا يدخل في دينهم !! كان ذلك تعليقا على خبر نشر أن 34 ألف أمريكي دخلوا الإسلام بعد أشهر قليلة من عملية 11 سبتمبر .. هو هو نفسه الإسلام الذي كان على عهد الصحابة هو الإسلام الذي اكتسح الصليبين والمغول وغيرهم وهو نفسه وصل إلى أبواب فيينا وهو هو الذي يقاتل الغرب الان بشراسة متمثلا بالمجاهدين وزعيمهم الشيخ أسامة بن لادن ، وإذا نظرنا إلى أن تنظيم القاعدة في الدنيا كلها لن يزيد عددهم عن 5 ألاف شخص ، ولنقل 10 الاف بحساب المتعاونين معهم ، إذا حسبنا ذلك وعلمنا أن تنظيم القاعدة من ناحية عددية 0.00001 %يعني واحد على مئة ألف بالمئة !! هذه النسبة من العدد هي التي أقامت الدنيا ولم تقعدها إلى اليوم ، وهذه الفئة العددية هي التي وترت العالم بهذا الشكل الذي يحصل الآن ، يا ترى كيف سيكون وضع العالم لو زاد هذا العدد إلى مئة ألف فقط ؟ كيف سيكون الوضع لو صار عدد المقاتلين من المنتمين للمجاهدين مليون شخص ؟ أمريكا لم تستطع هزيمة خمسة آلاف مجاهد ، ولم تستطع القضاء عليهم ، هذا والمعركة ما زالت في بدايتها فكيف سيكون الوضع لو أن الأمة الإسلامية وضعت ثقلا أكبر في المعركة الحالية ؟؟ المقصود أن القوة الذاتية للإسلام قوة جبارة هائلة قوة خرافية لا يجب أن تخدعنا المظاهر السابقة في حياة المسلمين ، لأنه إذا علمنا أن خمسة آلاف فقط يلعبون بأمريكا لعبا خلال أقل من عشر سنوات ، فيجب أن نتأكد أنه مجرد ما تدخل في المعركة قوى إسلامية أخرى فسوف تكون هزيمة الغرب هزيمة منكرة جدا وسوف تكون هزيمتهم مذلة جدا ومهينة بشكل سوف يجعل الإسلام ينتشر في العالم بشكل كاسح جدا ، لأن أمريكا وضعت العالم الآن في عنق الزجاجة وحشرته في مضيق وهو يرى معركتها مع الإسلام اليوم ، فإذا انهارت أمريكا قريبا وستنهار فسوف تقتنع الدنيا كلها بأن الإسلام قوة لا يمكن هزيمتها وسوف ترون الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، أنا أعني تلك الملايين من الشعوب غير المسلمة التي تراقب المعركة الآن بصمت وأحيانا تعاطف خفي مع المسلمين .. وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين لا يمكن أن يغلب جيشهم بسبب العدد لو وصل عدده إلى 12 ألف فقط بمعنى أنه إذا انهزم المسلمون والعدد أكبر من 12 ألف فالسبب داخلي , معاصي أو فرقة وخلاف وليس بسبب عدم التكافؤ العددي .. هذا الحديث يعطيك فهما للقوة التي يحملها الإسلام كمبدأ ودين منزل من عند الله . بعد هذا التقرير كله ، يأتي هؤلاء الأطفال من أمثال النقيدان والضحيان وشلة المتعصرنين ، ويظنون أن بإمكانهم التأثير على الإسلام السلفي بسبب تجاربهم السخيفة ؟ وبسبب اختلافهم ومباهلتهم حول جمال ديمي مور ؟ أو بسبب مجموعة من المتخلفين الذين يسمون أنفسهم ليبراليين ؟ ثم ماهذه النماذج التي يتحدث عنها النقيدان بعين الثناء والمدح عندما يخاطب العميم وتركي الحمد وغازي القصيبي والغذامي وغيرهم ؟؟ إن مدح هذه النماذج تحديدا دليل يسبب الغثيان على براغماتية النقيدان ، فالحمد والقصيبي تحديدا جزء من منظومة الاستبداد التي يزعم النقيدان أنه يطلب جواز سفره لأنه يكرههم . أعني أن كل النماذج التي يذكرها النقيدان في معرض الثناء عليهم وفي معرض إغاظة السلفيين بالثناء عليهم ، هذه النماذج من المنظور الليبرالي المتجرد فضلا عن أي منظور آخر ، هذه النماذج من أسوأ النماذج البشرية التي وجدت في تاريخ الليبرالية ، بل هؤلاء وصمة عار في جبين الليبرالية .. فلو كان النقيدان يريد إيهامنا بأنه أصبح شخصا ( يؤمن بالإنسان ) فإن غازي القصيبي نموذج سيء جدا لمن يحتقر الإنسان ولمن يظلم الإنسان ولمن يعطل حرية الإنسان ولمن يستعبد الإنسان .. غازي القصيبي جزء من منظومة استبداد تعتقد أن الإنسان مجرد شيء ملحق بالأرض المملوكة لهم ، وعلى هذا الاعتبار فالناس عبيد لهم وقل مثل هذا عن تركي الحمد .. إن أي ليبرالي متجرد يؤمن بالمبادئ الليبرالية المتجردة التي تدعوا لحرية الإنسان بمنظورهم ومفهومهم للحرية ليخجل من ليبرالية هؤلاء المصلحيين الذين لا توجد لديهم قضية حقيقية يدافعون عنها سوى مصالحهم وامتيازاتهم وكل شيء آخر فهو كذب وكذب قذر .. أنا أطلب من النقيدان أن يقرأ مقالا لتركي الحمد اسمه ( قراءة في عقل عبدالله بن عبدالعزيز ) .. وليقل لي هل رأى في حياته نفاقا وبراغماتية أبشع من هذا وماذا يفعل تركي الحمد في عقل هذا الأعرابي ؟، كيف يستطيع الحمد القراءة في عقل هذا الأعرابي الذي يقول ( يا إخوان إن بناتكم بناتي وزوجاتكم زوجاتي !!! ) قاتل الله الحمق والعته ، وهو الذي يقول ( أنتوا في رقبتي ورقبة الله !!!!! ) قاتل الله الجهل !!! إن المنافقين والمتزلفين كثير لكن الإدانة تأتي لمن يزعم أنه يتبع المبادئ الليبرالية .. فتركي الحمد والقصيبي وغيرهم هم أسوأ النماذج الليبرالية التي تكرس لاستعباد الإنسان وتكرس للطغيان والظلم .. إن هؤلاء الليبراليين الداخلين في منظومة الاستبداد لا يقلون سوءا عن الشق الآخر من معادلة النكد وهم العلماء الرسميون الذين شوهوا الإسلام السلفي الخالص وجعلوه رهينة لأهواء ورغبات المستبدين .. كلهم في الضلال سواء وإنما يختلفون في المظاهر .. هؤلاء يا نقيدان كفروا بالإنسان مجرد الإنسان ، والليبرالية عندهم التحرر من الدين وقيود الأخلاق وفي المقابل تبرر وتنظر للطغيان والظلم والاستبداد الصادر من قبل من؟ من أغبى العقول البشرية !! وإذا كان النقيدان وأمثاله من المتعصرنيين ينتقدون ( السلفية الامريكانية ) وهي السلفية الرسمية التي تتبع للحكام ويجيرون مساوئها وضلالتها ويدخلونها في حساب السلفية الحقة فهذه مشكلة النقيدان نفسه لأنه لم يعرف السلفية الحقة في يوم من الأيام ، سواء في أيام ما كان يظنه تدينا ، أو في أيام ما يظنه ليبرالية أيضا وأعني هذه الأيام .. فهو في الحالين مثل الإسفنج يمتص أي سوائل ولم يوفق أن يمتص يوما رحيق السلفية الحقة ، وأرجو من الله أن يوفقه لذلك يوما من الأيام .. ولفائدته فإن القسمة العقلية لأصناف الليبرالييين تقسمهم إلى ثلاثة أقسام : الليبرالي الجطل ( لزوم الحال ) الليبرالي الحقير الليبرالي نامق أما الليرالي الجطل فمثاله الغذامي ، وأما الليبرالي الحقير فمثل الحمد وأما الليبرالي نامق فهو شخص ( ماهو داري وين الله حاطه فيه ويكتب في منتدى طوى ! ) ، ذلك المنتدى الذي اختار كتابه لأنفسهم حالة نفي اختياري ورجع الصدى لأنفسهم حتى يخدعوا أنفسهم أن الليبرالية حيه بعد أن لفظتهم المجالس والمنتديات والديوانيات واستقذرهم الناس .. وليس في القسمة ليبرالي جيد لأنك إن وجدت ليبراليا جيدا في يوم من الأيام فستكتشف أنه مسلم لكنه مخدوع بالمسميات فقط .. هل أطلت على معاشر القراء ؟ حسنا سأختم بتقرير نقطتين ، الأولى أن منصور النقيدان في النهاية جزء من ظاهره معروفة الملامح وأبرز ملامحها أنها تعلق فشلها الفكري على جهتين المجتمع والمنهج السلفي نفسه ، وهذه الظاهرة ظهرت ملامحها بشكل واضح في منتدى الوسطية ، فهي تمارس جلدا للمجتمع وجلدا للأفكار التي كانوا يعتنقونها ، ولا تريد الاعتراف أن الخلل فيها ذاتي وليس في المنهج السلفي ، وأن عيوب المجتمع هي عيوب تراكمية تعلق بأي مجتمع يخضع للاستبداد والانتهاك والاختراق بالظلم والترويع والاهانة .. لا يمكنك توقع مجتمع خال من الأمراض النفسية وهو عاش طول عمره لا يفرق بين نفسه وبين قطيع الغنم الذي يرعاه .. هذا المجتمع إذا ظهرت منه أخطاء تطبيقيه لفهمه السلفي فيجب أن نثق تماما أن هذا المجتمع لم يعرف السلفية الحقة وأن الإسلام الذي يعطيني الحق بقتل الصائل الذي ينتهك حرمة بيتي وبفقء عين من يعتدي على حرمة بيتي وينظر إلى عورات البيت ، ليس هو بدون شك الإسلام الذي يجعل من طاعة المباحث الفسقة واجبا باسم الدين والإسلام الذي يقول للمرابين ( فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) ليس هو بدون شك الإسلام المزيف الذي يجعل الحاكم المستحل للربا حاكما شرعيا تجب طاعته .. والإسلام الذي يأمر المسلم بأن يتعلم استخدام السلاح وخصوصا الرمي بشكل مطلق ليس هو الإسلام الذي يجعل الحاكم يصادر السلاح ويجرد الناس منه بحجة تثبيت الأمن ثم يعطيه الشيوخ صكوك صحة فعله.. فالمسلم لم يكن في يوم من الأيام دجاجة يحق للحكام تجريدها من السلاح .. سوى في إسلام الحكام المزيف .. إن مجتمعا مورس عليه أبشع صنوف الإذلال والسيف الأملح لن يكون في يوم من الأيام مجتمعا خاليا من الإشكالات النفسية التي تقع فيها كل أمة استمرأت حياة الذل حتى ألفته ولم تعد ترى هدفا سوى البحث عن سلامتها الشخصية .. ومشكلات هذا المجتمع ليس لها علاقة بالإسلام بل الإسلام لم يكن في يوم من الأيام سوى الدين الذي جاء لتحرير الإنسان من عبادة الإنسان . فإذا جاء هؤلاء الذين ارتخت مفاصلهم وسقطوا في حمأة الهزيمة ليعلقوا هزيمتهم على الإسلام السلفي ثم على المجتمع فإن دعواهم إنما هي دعوى تبريرية لسقوطهم وانخذالهم ولن يغير ذلك من الواقع شيئا وأن العيب فيهم وليس في غيرهم .. النقطة الثانية أن منصور النقيدان يستحق الشفقة وأنا شخصيا أشعر بالحزن عليه وعلى أمثاله لأنهم جاءوا في الوقت الضائع جدا .. فالوقت لن يسعفه كثيرا لكي يحقق بعض المكتسبات التي حققها الليبراليون القدامى ، وهو في بداية حياته اختار الخيار الخطأ ثم بعد تحوله انتقل إلى الخيار الخاسر .. فالعلمانية في الرمق الأخير والإسلام الجهادي اكتسح الدنيا وبلغت أبعاد تأثيراته النفسية والوجدانية على أرض الواقع إلى درجة أن الإسلام السلفي الجهادي صار يمد بقية التيارات الإسلامية بالقوة ويعطيها الشرعية للبقاء فصارت الأحزاب الإسلامية التي تعارض الإسلام الجهادي تتغذى وتتأكل بمنجزات هذا التيار على صعيد العالم الإسلامي كله ، وهم يشنعون على المجاهدين ولم يفهموا بعد أن سبب فوزهم في الانتخابات في المغرب وباكستان والبحرين وتركيا هو منجزات الإسلام الجهادي السلفي الذي صار يقف موقف التحدي ويضرب ويوجع الأمريكان ، فصار عند الناس شعور جماعي أن الإسلاميين بشكل عام هم رئة الأمة التي يجب أن تتنفس من خلالها ولذا أعطوهم الأصوات في الانتخابات .. أقول إن هذا التيار السلفي الجهادي الكاسح قد أثر في كل الحياة الإسلامية في العالم الإسلامي وانخنس صوت العلمانية والليبرالية ، وصارت الفكرة بالشعور بالحصار والبغض والاحتقار لرموز التيار الليبرالي في العالم الإسلامي تسيطر على مشاعر عدد كبير من الليبراليين ولكن يخفون كثيرا مما يشعرون بالمهانة .. ويخفي عدد منهم شعوره بأنه أصبح يشعر داخليا بالخيانة لأمته في ظل بقاء تأييده للأمريكان مع وجود هذه الحرب المفتوحة بين أمة الإسلام وبين الأمريكان .. وقد تمثل هذا الشعور مع شعور آخر باليقظة من أوهام الليبرالية وعودة الاعتزاز بالإسلام في ظاهرة لا أدري هل سمع بها منصور النقيدان وأمثاله أم لا وهي ظاهرة عودة عدد من الكاتبات الليبراليات الشهيرات إلى الدين حتى أن واحدة مشهورة منهن ولو شئت لسميتها لكم تحولت من كاتبة ليبرالية إلى امرأة متدينة تعتقد أن صوت المرأة عورة !وهذا شيء طيب أن يعود الليبرالي إلى الوضع الذي يكون مصدره التلقي عنده في الحياة هو دين الله وحده رغم أن مسألة أن صوت المرأة عورة مسألة لم يقل بها أحد من أصحاب المذاهب الأربعة ، ولكن هناك مشكلة في بعضهم وهي نفسياتهم التي نهلت من معين الشك والتشكيك والتململ وعدم التسليم لله ورسوله فيؤدي ذلك إلى التقلبات الحادة والتحولات الكبيرة . وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء نسأل الله أن يحفظنا على الإسلام ويرزقنا الشهادة في سبيله .. وأن يثبت تلك المرأة على دينها .. أريد أن أتحدث أكثر لكن أحدهم أرسل لي مرة على البريد رسالة يقول : ( أنصحك تختصر في مقالاتك) قالها وكأنه يريد أن يدفع في وجهي وهو مغضب !! فاستحيت الآن وقد وصلت الصفحات إلى ثمان صفحات في الوورد وأنا لا أحس بها ولا بالوقت واشعر أني يجب أن أتوقف خصوصا وأنه واضح من انطلاقي في الكتابة أن الجفاف قد زال بحمد الله وأشعر بالرغبة في المزيد من الكتابة ، غير أن الكتابة تبقى هما ورسالة كما يقول الأستاذ الحضيف ، والهم الحقيقي للأمة يجب أن يكون في دعم المجاهدين فسأتوقف هنا ، ولكن ولمزيد من الفائدة سأنشر جزءا من كتاب ( علاج الملل القراءة في عقل تركي الحمد ) ليعرف منصور النقيدان ومن يحذو حذوه كم أن هذا الحمد يعاني من مشاكل عظمى في طريق التفكير وسترون من مناقشة مقال واحد من مقالات الحمد أنه من أبعد الناس عن الفهم المنطقي والعقلي للأمور البدهية وأنه يخطئ فيها بما لا يفعله عجل بن لجيم الذي أعجبه فحل فقالوا ما تسميه ففقأ عينه وقال : أسميه الأعور!! وسيرى منصور النقيدان أن كل هؤلاء لا يساوون في ميزان ما يتشدقون به شيئا فهم أبعد الناس عن العقل وهم أبعد الناس عن الحرية وهم أبعد الناس عن كل معنى جميل في الحياة سوى معنى واحد هم قريبون منه جدا وهو معنى أن يتم إلغاء الإسلام من حياة الناس[/size] ..